29 - 06 - 2024

رؤية خاصة | مصر تتحدى نفسها وأعداءها

رؤية خاصة | مصر تتحدى نفسها وأعداءها

(أرشيف المشهد)

  • 5-8-2015 | 15:02

الأحداث تتوالى والوقائع تتنوع هذه الأيام مطالبة بحظها في الكتابة والتحليل. ولكن لا صوت يعلو فوق صوت الفرحة والأمل. لا كلمة تفوق فعل الإنجاز،ولا شرف يتجاوز شرف الاكتمال وبهاء التحقق.

مصر تقوم.. مصر تحيا وتتحرك وتتقدم. تتحدى نفسها بإنجاز مصري الهوية عالمي المستوى إنساني المدى.

بسواعد جبارة وفي زمن قياسي يتحدى المعروف والمألوف  أكملت مصر بناء قناتها الجديدة شرياناً عملاقاً للتنمية والرخاء والتقدم.

كغيري من المصريين يغمرني الابتهاج ويلون رؤيتي لهذا الحدث الفريد لذلك أبتعد قليلاً أحاول أن أتعرف بهدوء أكبر وبعيون أخرى على هذا المشروع الإنجاز. كيف يراه الآخرون وبأي ميزان يقيمونه وفي أي موقع يضعونه؟ أتجول في الصحافة العالمية أتتبع تغطيتها للحدث البارز.

كالمتوقع وجدت التقييم يختلف باختلاف أهواء المقيمين وموقفهم السياسي من النظام المصري. البعض غلبته أهواؤه تماماً فراح يبحث بين المناهضين لكل خطوة تخطوها مصر إلى الأمام عمن يلبي رغبته في التقليل من شأن المشروع العالمي والنزول به إلى مجرد فعل دعائي تجمل به الحكومة المصرية وجهها.

البعض الآخر مضى في هذا الاتجاه لكن ردته الحقائق والأرقام والواقع المتشكل على الأرض؛

المشروع العملاق  الذي سيعزز الاقتصاد المصري والتجارة العالمية يصفونه بأنه مجرد توسع في مجرى القناة الأصلية. لكن البيانات التي يسوقونها هم أنفسهم تتمرد على هذا الوصف المحدود: فلا يمكن لإضافة 72 كيلومتراً من الممرات المائيةالجديدة إلى القناة الحالية أن يكون مجرد توسع؛ بل هو كما وصفه واضعوه تماماً إزدواج  لقناة السويس.

كان مشروعاً ضخماً أنجز في عام واحد فقط بعد أن كان من المتوقع في البداية أن يستغرق ثلاث سنوات. مشروع أزيل فيه  258 مليون متر مكعب من الرمال والصخور من الصحراء لشق قناة جديدة تسمح للسفن العملاقة بالمروروزيادة العدد اليومي من 49 سفينة في الوقت الحاضر إلى 97 يومياً بحلول عام 2023 أي ما يقترب من الضعف،والحد من أوقات انتظار هذه السفن للشحن والمرور من القناة.

على مضض تضطر الأقلام الكارهة إلى ذكر الآثار الاقتصادية والتجارية المترتبة محلياً وعالمياً على هذا المشروع العملاق، ولكنها تسوقها على أنها مجرد إدعاءات من الحكومة المصرية وكأن التأكد من حقيقة الفوائد المترتبة على المشروع عملية بعيدة عن أذهان رجال التجارة والمال والاقتصاد العالميين والمحليين!

 المهم أن المشروع الذي تكلف 8 مليارات دولار من شأنه أن يضاعف العائدات السنوية الحالية للقناة والبالغة 3 مليارات دولار أي أنه سيسترد تكلفته في غضون ثلاثة أعوام فقط.

الأدلة الدامغة على كون هذا المشروع إنجاز فريد لاترد الأقلام الراغبة في التشويش على الإنجاز عن غيها، فتروج لفكرة أن الانتهاء من المشروع في سرعة البرق يوفر فرصة لتقديم صورة من الكفاءة والازدهار والاستقرار بعد سنوات من الاضطرابات عقب ثورة25 يناير

ومن ثم الاضطلاع بمهمة تصوير مصر بأنها مستقرة .. تلك الفكرة التي تلح على كاهل الدولة المصرية وهي تخوض معركة مستمرة ضد الإرهابيين مقرها في شبه جزيرة سيناء. لا أجد في هذه المهمة ما يشين ولكنلا يمكن القبول من حيث المبدأ بتقزيم الإنجاز والحط من كفاءة منجزيه والتغطية عليه بستار الادعاء بأنه مجرد عملية تجميل لوجه النظام المصري.

الحقيقة ساطعة مشرقة هنا على امتداد القناة الجديدة ومن أراد أن يراها فليفعل وليتحلى بالنزاهة والموضوعية ومن لم يشأ فلن يغير من الواقع شيئاً.

مقالات اخرى للكاتب

رؤية خاصة| نورا على طريق الغارمات





اعلان